لقاء فى روما وزيارة الى تل أبيب
وثقتالمخابرات المصرية بأحمد وسلمتة معلومات جديدة ليرسلها الى المخابراتالاسرائلية وبذلك استطاع أحمد أن يحوز على ثقة المخابرات الاسرائيليةالتامة حيث تكررت زياراتة لأوربا لتسليم المعلومات التى لا يمكن ارسالهابالرسائل وقد سلمتة المخابرات الاسرائيلية جهاز اتصال حديث ليبث عليهالرسائل الضرورية الى ان جاءته برقية يطلبوا منه السفر للقائهم فى روما حيثتسلم جواز سفر اسرائيلى باسم (يعقوب منصور) وسافر الى تل ابيب على احدىطائرات شركة العال الاسرائلية حيث التقى بمجموعة ضباط المخابراتالاسرائيلية الذين
رحبوا به ترحيبا حارا وأنزل فى فيلا ضخمة فى بئر السبعتحوى جميع متع الحياه وجرى تدريبه أثناء ذلك على كيفية التصوير السرىوتحميض الافلاموقرائة الميكرو فيلم وقضى هناك 22 يوما ثم عاد الى القاهرةعن طريق روما حيث التقى برجال المخابرات المصرية وشرح لهم ما جرى معه ومادرب عليه وأيضا أعطى معلومات مدروسة ليرسلها لأسرائيل وبعد مدة طلبوا منهالحضور الى أوربا حيث سلموه جواز سفر اسرائيلى وأرسلوه الى تل ابيب ليبحثمعه كبار ضباط المخابرات الاسرائيلية الأمور الهامة فى مصر على الطبيعةوتعرض خلال ذلك على العديد من الأختبارات النفسية والعرض على (جهاز كشفالكذب) ونجح فى جميع هذه الأختبارات ولم يفطن رجال المخابرات الاسرائيليةالى حقيقته ولم يتطرق اليهم الشك فى اخلاصه .
المخابرات الاسرائيلية قبل حرب أكتوبر
وفىستمبر 1973 أرسلت له المخابرات الاسرائيلية برقية تستفسر فيها عن الموقفالعسكرى فى مصر خاصة على الجبهة وهل هناك احتمال للحرب مع اسرائيل وكانالرد ضمن خطة الخداع الاستراتيجية الكبرى حيث أشارت برقيته الجوابية الى أنما يجرى على الجبهة ليس إلا أحد تدريبات الجيش المصرى وأن احتمالات الحربليست قائمة على الاطلاق وصدقت المخابرات الاسرائلية البرقية ونقلتها الىرئيسة الوزراء على انها برقية من احد عملائها المخلصين وكانت بعد ذلك حربأكتوبر 1973
وغسلناالعار وبرزت الكبرياء المصرية السورية من الأعماق وذلك كدليل على خداعالمخابرات المصرية للعدو الاسرائيلى واستدعى أحمد عبد الرحمن فى اعقابالهزيمة القاسية ليسافر تل أبيب فسافر هذه المرة عن طريق زوريخ وكان قد تماعداده من قبل المخابرات المصرية لهذه الرحلة بعد الحرب للتعرف على الوضعالداخلى فى اسرائيل وما تركته الحرب من بصمات على المجتمع والمواطنالاسرائيلى .
اسرائيل بعد حرب أكتوبر
فىمطار اللد كان كل شئ هذه المرة مختلفا.. الوجوم يسود الوجوه
الحزنفى كل مكان ووجد أحمد عبد الرحمن وجوها جديدة فى المخابرات الاسرائيليةوالوجوه القديمة اختفت بعدما اعتبرت مسؤوله عن الهزيمة وقوبل بترحاب شديدونقلته سيارة من المخابرات الى شقة فاخرة فى شارع (ديز نفوت) وهو أفخم شارعفى تل أبيب وأعيد بعد استراحة قصيرة لمقابلة مدير المخابرات الاسرائيليةالجديد الذى سمى نفسه تمويها (دانى) وبعد ان رحب به المدير أحاله الى لجنةمن ضباط المخابرات الاسرائيلية تضم حوالى 18 ضابطا أخذوا يكيلون له الأسئلةوالاختبارات عن مصر وعن الأحوال العامة بعد حرب أكتوبر وكان احمد يجيبهمبما درب عليه من الاجابة فى المخابرات المصرية وأخيرا وبعد أن اطمانموااليه جرى تسليمة أحدث جهاز الكترونى فى العالم للارسال والاستقبال لكىيستخدمه فى ارسال المعلومات لهم وقد قدر ثمن هذا الجهاز بمائتى الف دولارويقوم بارسال البرقية فى حوالى الثانية ولا يمكن التشويش عليه أو اكتشافموجاته الالكترونيه ومن المعروف أن المخابرات الاسرائيلية لا تعطى مثل هذاالجهاز الا للعميل الذى تثق به تماما وكلفوه باليقظة التامة وابلاغهم أولابأول عن الاستعدادات العسكرية فى مصر وانذارهم بأى حالة من حالات الاستعدادالعسكرى مهما كانت وهذا يعكس حالة الرعب والفزع التى عاشتها اسرائيل فىأعقاب حرب اكتوبر والتى زلزلت كيان المجتمع الاسرائيلى كما طلبوا منهاستئجار شقة فى القاهرة لتكون مسرحا لنشاطه خشية اكتشاف أمره من قبل أهلهأو اصدقائه وأعطى مبلغ ألفا دولار لهذا الغرض مع انه كان يستلم منهم دفعاتشهرية مغرية وعاد الى مصر ليقدم الجهاز الالكترونى (هدية للمخابراتالمصرية) وقد ابقى معه الجهاز وأعطى شقة مفروشة حسب طلب المخابراتالاسرائيلية واستأنف ارسال البرقيات على الجهاز وكان مجموع البرقيات التىارسلها 200 برقية اشتملت على معلومات مدروسة بدقة متناهية حتى لاتكشفالمخابرات الاسرائيلية اى خداع فيها أو أى هفوه تدعوها للشك بعميلها للحظةواحدة.
استئناف العملية
سافربعد ذلك عدة مرات لأوربا تحت حماية المخابرات المصرية واشرافها على كلالأتصالات حتى لا يتعرض لأى خطر أو ينكشف أمره كما كانت تدرس كافةالاحتمالات قبل سفره الى أوربا أو تل ابيب وتعد له الاجابات المسبقه علىكافة الاسئلة التى قد تطرحها المخابرات الاسرائيلية ونظرا لتكرار سفره الىأوربا واسرائيل خلال سنوات فقد زودوه خلال هذه المدة بأحدث ما لديهم منالوسائل اللازمة للتجسس ومنها:
1- كتب محفورة لتهريب الرسائل والنقود بداخلها ومن هذه الكتب - المرايا - بائعة الخبز - أول الطريق .
2-عروسلعبة مجوفة وعلبة شيكولاتة تهرب فيها النقود.
3-علبةمسح أحذية تفرغ ويوضع داخلها كريستالات .
4-جهازالراديو العادى أول الامر .
5-الجهازالالكترونى.
6-كتبالشفرة .
7-(الكاميراالتى تصور فى الظلام (لم يستعملها
استمرتالعملية طوال ثمانية سنوات دون أن يتطرق الشق أو تتزعزع ثقة المخابراتالاسرائيلية فى العميل واستمرت عملية الاتصالات والسفر الى تل أبيب وكانتآخر سفره له بتاريخ يونيو 1976 حيث نقل الى المخابرات المصرية كافةالمعلومات المطلوبة وبدقة متناهية عند ذلك قررت المخابرات المصرية انهاءهذه العملية مع المخابرات الاسرائيلية بعد ان حققت أهدافها وبعد جهد شاقوخارق بذلته المخابرات المصرية الى جانب المواطن المصرى الشريف الذى ضربمثلا رائعا فى الوطنية والفداء والاخلاص.
انهاءالمخابرات المصرية للعملية :
كانالاتفاق تاما بين المخابرات المصرية والمواطن الشريف احمد عبد الرحمن علىانهاء العملية لاستحالة السير بها أكثر من ذلك بعد ان استنفذت المخابراتالمصرية المخابرات الاسرائيلية لآخر قطرة فقد أعطيت البرقية الأتية:
منالمخابرات المصرية الى المخابرات الاسرائيلية نشكركم على امدادنا بأدقوأخطر أسراركم التى كشفت لنا المزيد من عملائكم داخليا وخارجيا على مدىثمانية سنوات والى اللقاء فى معارك ذهنية اخرى.
وهكذااسدل الستار على معركة من حرب الدهاب بين المخابرات المصرية والمخابراتالاسرائيلية التى كان بطلها المواطن المصرى أحمد عبد الرحمن الذى استحقاعجاب وتكريم كل مصرى وكل مواطن عربى شريف....