بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم وتحية طيبة
ان كلمة صلاة هي ليست من مشتقات كلمة صلة ومعنى يصلي ليس معنا يصل
حيث أن كلمة صلاة بفتح الصاد كلمة مستقلة لها معنى بعيد كل البعد عن كلمة صلات بكسر الصاد
كما هو الحال في كلمة روح بفتح الراء تختلف اختلافا كليا بالمعنى عن كلمة روح بتسكين الراء الذي هو الرسول جبريل
وغيرها الكثير من الكلمات المتشابهة كتابتا وتختلف معنا والاصح اتها ليست حتى متشابهة كتابتا لان الحركات تعطي معنى اخر ومستقل
وسنذكر ا&atlde;ا امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب
الرعد (آية:25):
والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنه ولهم سوء الدار
ابراهيم (آية:29
جهنم يصلونها وبئس القرار
الواقعة (آية:94): وتصليه جحيم
يس (آية:64): اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون
الطور (آية:16): اصلوها فاصبروا او لا تصبروا سواء عليكم انما تجزون ما كنتم تعملون
الحاقة (آية:31): ثم الجحيم صلوه
فهذه مشتقات كلمة صلة وكلها تعطي نفس المعنى
اما كلمة صلاة فهي دعاء واستغفار وذكر لله وعندما يقول الله اقم الصلاة معناها العملية او العمل من قيام ومن سجود وقنوت وذكر الله ودعاءه واستغفاره
طه (آية:14): انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاه لذكري
وذكر الله هو حمده ودعاءه وتسبيحه واستغفاره وموضوع ذكر الله موضوع كبير ومن المهم جدا قرائة السورة وعن اي شيء تتحدث حتى نفهم معناها والا تداخلت معاني الكلمات او تداخلت معنى الكلمة نفسها ففي كل موضع ياتي معنى مختلف عن نفس الكلمة في اية اخرى وليس اختافا صعبا فمثلا يقول سبحانه وكلوا مما في الارض حلالا طيبا ويقول ولا تاكلوا اموالكم بالباطل كمثال طبعا
ولنأتي موضوع الصلاة على محمد
عندما نقول صلى الله عليه وسلم فسبحانه وتعالى فعلا صلى عليه فقد قال الاحزاب (آية:56): ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
فهنا يجب معرفة ما معنى الصلاة فصلاة الله على رسوله هي الرحمة واعطائه صبرا من لدنه
وكما في الاية الكريمةالاخرى التي تقول البقرة (آية:157): اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه واولئك هم المهتدون
فولئك عليهم مغفرة ورحمة من ربهم
ولا استطيع ان اقول هي فقط رحمة او فقط مغفرة ولكن هي من هذا القبيل وادعوكم في التفكر معي في التدبر للمعنى ولكني اعرف هي من هذه المشتقات
ولكن قطعا هي ليست الصلة فتلك كلمة اخرى بمعنى اخر ومستقل
وارجع الى موضوع الصلاة على الرسول فان الله يرحمه ويصبره ويغفر له وسلموا تسليما طبعا ليس بالمفهوم المتداول الذي يردد بل معناه اطيعوه وسلموا اليه لما يامركم لانه مرسل من رب العالمين
كما في الاية التالية النساء (آية:65): فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
ولناتي الى السورة لماذا قال الله سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلما تسليما
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)
لانه يوجد من المؤمنين من يؤذون الله ورسوله ويؤذون المؤمنات اي ان الله يكره الاعمال السيئة والافتراء على ازواج الرسول ونساء المؤمنين
وبعد هذه الاية اتت اية الجلابيب
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)
لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)
أأمل ان معنى الصلاة على الرسول والتسليم اليه واضحا
وان سبحانه وتعالى ليس فقط على الرسول يصلي بل على المؤمنين ايضا
الاحزاب (آية:43): هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما
فصلاة الله علينا هي الرحمة والمغفرة والسلام من عذاب الدنيا والاخرة
وكما قال عيسى عليه السلام
مريم (آية:33): والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا
ويقول الرحمن
يونس (آية:25): والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم
فهذه صلاة الله علينا اما الملائكة فهم يدعون الله ان يغفر لمن تاب وأمن وعمل صلحا وان يدخله دار السلام
غافر (آية:7): الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمه وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم
وهناك شىء اخر ان الرسول ايضا كان يستغفر ويصلي ويقوم على قبر المؤمنين ولكن الله منعه ان يفعل ذلك للمنافقين من المؤمنين
ولكن أحب أن أنبه فالقيام على القبر ليس كما يفعله المسلمين حين يضعون القبر امامهم ويبدأون بالصلاة فلو عرفوا معنى الصلاة هو الاستغفر وطلب الرحمة لما قاموا بمثل هذه الاعمال والقيام على القبر هو الدفن وبعدها دعاء لله للرحمة له وللواقفين وللذين سبقوا بالايمان
فليس معنى القيام هو قيام الصلاة
{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
التوبة (آية:84): ولا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون
وارجوا ان اقرأ أرائكم لاعطاء الموضوع حقه واستغفره الله ان كنت قلت شططا
والحمد لله رب العالمين