محمد المدير
الجنس : عدد المساهمات : 50 نقاط : 95 تاريخ التسجيل : 31/10/2011 الموقع : مطروح المزاج : المطالعة - النترنت - الاخبار
| موضوع: الادارة المدرسية الحديثة الخميس 29 ديسمبر 2011, 10:23 pm | |
| الإدارة المدرسية الحديثة في إطار تلوين التكوين داخل المؤسّسة ، ونتيجة للتقييم العلمي المدروس لكافة المنتفعين بالتكوين و مسايرة للتجديدات البيداغوجية التي مست جلّ الأنظمة التربوية وأكدت أساسا على مكانة المدرس والتلميذ دون ايلاء أهمية للإدارة المدرسية ومسيريها. يتنزّل موضوع هذا المقال اعتبارا أن الإدارة ركن رئيسي في الفعل التربوي. ولقد تعددت الآراء والتعريفات حولها نذكر منها :Ø هي مجموعة من العمليات الفنية و التنفيذية في إطار جماعي و تعاوني من أجل حّل المشكلات و تذليل الصعاب لكي تحقق المدرسة أهدافها التربوية و الاجتماعيةØ هيّ الجهود المنسّقة التي يقوم بها فريق من المسيرين في الحقل التربوي بغية تحقيق الأهداف العامة لكل نظام تربوي .Ø هي نشاط يهدف إلى تحقيق الأغراض التربويّة وذلك بتنسيق الخبرات المدرسيّة وتوجيها كي تتماشى و التوجهات العامة للسياسة التربويّة .Ø هي عمليّة وضع الإمكانيات البشريّة و الماديّة في خدمة الأهداف التربوية من خلال التأثير في سلوك الأفراد .يمكن تلخيص هذه التعريفات بالقول بأن الإدارة المدرسية هي مجـــــموعة العمـــليات و الجـــهود و الأنشطة الوظيفية التي تأخذ بعين الاعتبار واقع المدرسة و محيطها وفقا للتوجهات التربوية العامة. إنّ هذه التعريفات النظرية لا يجب أن تحجب عنا واقع الإدارة المدرسيّة التي مازالت تعتمد في كثير من الأحيان طريقة التجربة و الخطأ الشخصي في تحسين أدائها ،وهذا يعني أنّها تنطلق من حلول جاهزة و محفوظة في التصرف الإداري دون تفعيل إمكانات الإبداع الذاتي. لذلك أصبح من الضروري الاعتماد في التسيير الإداري على مرجعية علمية تتعلّق بالإدارة التربوية لتكون دليلا وموجها للمسير الإداري لعل من أهم معاييرها . 1)-وضوح الأهداف التي تسعى الإدارة المدرسيّة إلى تحقيقها 2)-القدرة على التعرف في الموارد البشرية و تحديد الأدوار والاختصاصات 3)-الأسلوب الحضاري في التعامل القائم على احترام العلاقة الإنسانية. 4)- تفعيل أنظمة الاتصال الحديثة واستغلالها في محيط المدرسة (المحلي والجهوي الوطني).و هذا ما أكدت عليه النظريات الحديثة في الإدارة المدرسية التي يمكن حصرها عموما في :v الإدارة كعملية اجتماعية (المقاربة الوظيفية ) : التأقلم – تحقيق الهدف – التكامل- الاستمرارية.v نظرية العلاقات الإنسانية ( المقاربة الاتصالية ) : أهمية التوفيق بين حاجات المدرس والتلاميذ وحاجات المدرسة.v نظرية الإدارة كوظائف ومكونات : (التخطيط – التنظيم –التوجيه –التنسيق-الرقابة)v نظرية اتخاذ القرار : مراعاة الخطوات التالية : أ- التعرف على المشكلة وتحديدها.ب- تحليل المشكلة وتقييمها. ج – وضع معايير للحكم. د- جمع البيانات والمعلومات.ه – صياغة الحل واختياره. و– تهيئة الجو لتنفيذ الحل.v نظرية القيادة (التسيير) التركيز على بلوغ الأهداف في ضلّ علاقة عمل من أعضاء المدرسةv نظرية الدور (التكليف) تعزيز وسائل الاتصال وإبلاء المهارات و القدرات إهتماما خاصّاv نظرية النظم (المقاربة النسقية): تطبيق الفكر العلمي في حل المشكلات الإدارية v نظرية المنظمات : فهم المجموعات الرسمية وغير الرسمية. إذن فعلى الإدارة المدرسيّة أن تعطي أهميّة كبرى للعلاقات الإنسانية و أن تدرك الدور المحوري داخل المنظومــة التربويــة وأن تتــسع بفلســفة الــتربية و تمــتلك ملـــكات التسيير و التصرف على أخذ القرارات.للانسجام أكثر مع هذه التعريفات و لتحقيق هذه التوجهات التي من شأنها أن نجعل إدارتنا : إدارة تطوير لا تسيير يجب أن تتوفر في مسؤول اليوم أو مسيّر الإدارة التربويّة الحديثة مجموعة من الصفات و الكفايات الضرورية و اللازمة التي بدونها يبقى أي إصلاح تربوي منقوصا و من بين هذه الصفات و الكفايات نورد عل سبيل الذكر لا الحصر العناصر التالية: 1-التبصر : و هو الإطلاع على المستجدات التربوية الحديثة ووضوح الرؤية لأهداف المؤسّسة ودورها في المنظومة التربوية. 2-أخذ القرار: و هو القدرة على تحصيل معطيات الوضعيات المختلفة بكفاية عالية وربط مكوناتها و التأليف بينها لتكون عملية أخذ القرار صائبة. 3-التفاوض و التحاور : و هي ضرورة توفر ملكة الاتصال الشفوي و الكتابي من أجل تمرير رسالة أو فكرة لتجديد دور معيّن أو بلوغ المؤسّسة التربويّة إلى أهدافها 4-القيادة : و هي القدرة على تحريك المنظورين و التأثير فيهم وزرع الثقة بينهم من أجل ترسيخ مشروع أو توجه ما. 5-العلاقات الإنسانية: و هي العمل على إشعار أعضاء الفريق العامل بالمؤسّسة بالوحدة و التضامن للانخراط في مشروع المدرسة و ذلك بالاستجابة إلى حاجيات الأشخاص رغم اختلافاتهم التي تتغير حسب الشخص و الوضعية و السن و الجنس... 6-الحسّ السياسي: و هو الاستجابة للإنتظارات المختلفة لكافة العناصر من مدرسين وأولياء من قبل مدير المؤسّسة باعتباره القيادي و المفاوض و المجمّع و المدمج دون المساس بالتوجهات العامة للسياسة التربوية فهو مطالب بأن يجعل إدارته ذات طابع مزدوج لا ذات قطبين متنافرين. 7-الحس التنظيمي : القدرة على تحقيق و تأمين الأنشطة الرسمية و العرضية التي تقوم بها المؤسّسة بطريقة فاعلة. ويعتبر الحسّ التنظيمي في أهم ركائز الإدارة المدرسيةإذن يمكن تلخيص صفات المسيّر المثالي للإدارة التربوية على أنها القدرة على التدخل عند الحاجة سواء مع القمّة أو مع القاعدة و التخطيط المستقل واحترام القرارات الصادرة عن الهياكل المنتخبة و العمل على إشعاع الإدارة على كافة الأطراف وأخيرا التسيير و التحيين اليومي للأنشطة . لكن تجدر الإشارة هنا أنّ مجرّد إعداد برامج تكوينية لفائدة الإداريين و المسيرين لا تكفي وحدها لأدراك هذه الغايات و تحقيق هذه الشروط لإقامة المدرسة العصريّة ما لم يقترن بملكات فطرية و حس تنظيم فطري للمعني بالتكوين. فالتكوين لا يمكن أن يتعدى دوره مجرّد صقل الطّباع و التزويد بالمعارف الحديثة . إنّ تعصير الإدارة التربوية يندرج في إطار أشمل و هو التعصير الاجتماعي الذي تفرضه هذه الحقبة و هي فترة ما بعد الحداثة . فالتعصير و التحديث ضرورة اجتماعية و ثقافية و سياسية . و هي الأسلوب العملي و الجيّد للتعايش مع الشكوك و التردّد . لهذا وجب أن نقبل بالمتغيّرات المستمرة للتعارف وأن نجمع بين المتناقضات دون التوقف عن الاكتشاف و الابتكار. | |
|