محمد المدير
الجنس : عدد المساهمات : 50 نقاط : 95 تاريخ التسجيل : 31/10/2011 الموقع : مطروح المزاج : المطالعة - النترنت - الاخبار
| موضوع: نقد ( قضايا تربوية في عصر العولمة ) الأربعاء 28 ديسمبر 2011, 7:28 pm | |
| نقد لكتاب أفاق تربوية متجددة قضايا تربوية فى عصر العولمة ومـــا بعد الحداثة أعداد / محمد أحمد محمد قبيصى برنامج تأهيل القيادات يعالج الكتاب قضايا تربوية ملحة 0 أصبحت فى حاجة ماسة الى إعادة الرؤية والتنقيب 0000 وذلك لما فرضته العولمة بكل متناقضتها 0000 من معرفة ولا يقين 000 وعلم ونسبية 0000 وترابط كونى 000 وصـــــــدام للحضارات 0000 واعتراف بالاخر وإذابة هويته 000 والهيمنة والتحرر000 بكل هذه الابعاد المتلاقية والمتباينة 0000 فجعلت إعادة النظر والتدبر فى واقعنا التربوى أمرا ضروريا لا غنى عنه00000 يبدأ المؤلف كتابة بمنظور ما بعد حداثى نقدى 000 يستهلة بمناقشة جودة التعليم العالى فى ظل تحديات العولمة ، ثم يوضح دور المعلم بين قيود الحداثة وشروط ما بعد الحداثة ، وكيف يمكن أن يكون عاملا ماهرا فى مصنع التعليم 000 ويعمد بعدها المؤلف إلى ذكر اشكاليات العمل التربوى العربى ونسق القيم فى النظم التعليمية العربيـــــــــة والمخاطر التى يمكن أن تحدث لهذا النسق من جراء عولمة القيم ، مثلما يبدو من مشروعات تغيير خريــــــطة الشرق الاوسط الكبير ومعالمها 0000000إن الكتاب – عبر فصولة الخمسة -- يضع أمام قارئه كل إرهاصات وملامح المستقبل التربوى فى المنـــــــــــطقة العربية ، ليكون هذا القارىء على وعى وادراك كافيين باستقراء ما حدث واستشراف ما يحدث لهذه القضايا التربوية من تغيير وصيرورة 00 لقد استوعب المؤلف فى كتابه هذه الفصول التى أنضجتها مشقة الاطلاع على مجموعة من المراجع العربية والاجنبية التى تمثل ذخيرة لكل من يكتب فى تشابكات العولمة وتيارتها الفكرية ، وفى اقتضاءاتها لمراجعة ما ترسخ فى الفكر والممارسات التربوية من رواسب الماضى وتقاليده ، وخاصة تلك التى طفت عليها مناهج المعرفة والبحث من تراث الفكر الوضعى الوظيفى الامبريقى 0 وقد حرص فى هذا السعى إلى التنوع والتجدد فى النظريات والمفاهيم التى افرزها فى تطور الحداثة وبدايات ما بعد الحداثة 0 كذلك تم ترتيب الفصول بطريقة منطقية بدءا من فصلين يستعرضان ويناقشان ( اتجاهات معاصرة فى علم اجتماع التربية :منظور ما بعد حداثى نقدى ) وقضايا ( جودة التعليم العالى فى ظل تحديات العولمة وشروط ما بعد الحداثة ) وذلك بانورامية لتوجهات تعليم المستقبل ومعالمه الرئيسة 0 وفى الفصل الثالث يذكر المؤلف ( موت المعلم بين قيود الحداثة وشروط ما بعد الحداثة ) مبينا كيف قيدت النظرة إلى إعداد المعلم وتدريبه فى انماطه التقليدية من خلال مفهوم ( العقلانية الفنية ) التى تحدد دوره وذخيرته فى مجموعة من المهارات والكفايات وأساليب الاداء فى ممارسته للعملية التعليمية ، حيث تقرر عليه من الجهات الفوقية وعليه ان يلتزم بها فى تدريسه لمناهج لا يعرف كيف وضعت؟ ، ولماذا وضعت بهذه الصورة ؟، ومن ثم أصبح كما لو كان عاملا ماهرا فى مصنع التعليم ، وليس مربيا ذا رسالة ، ويشتبك فى الفصلين الرابع والخامس مع إشكاليات العمل التربوى العربى فى ( العمل العربى المشترك بين المد القومى والعولمة ) وينتهى الى ( نسق القيم فى نظم التعليم العربية فى ظل العولمة ومحاولات التسوية السلمية ) 0 حيث يتناول هذان الفصلان أكبر المخاطر والتحديات التى تواجه وتعوق مسيرة العمل العربى المشترك فى مجال التربية والتعليم ، وفى غيرة من المجالات الاخرى 0واننى أجد نفسى انحنى أحتراما وتقديرا لهذا المؤلف العظيم الدكتور/سامى نصار0 الذى يشخص لنا المخاطر التى تحدق بنا ومن حولنا فى هذا السياق فى تقرير خلاصته بان ( مضمون الخطاب الاسرائيلى يتفق فى جوهره مع الاتجاه الداعى إلى عولمة القيم الذى أشرنا إليه 0 وهذا الاتجاه يهدف غلى نشر وترسيخ حالة ذهنية او سيكولوجية لدى العربى تجعله تدريجيا بلا بعد تاريخى ، ولا هوية وطنية قومية ، أى تاكيد حالة الانومى ( الضياع) من خلال تحويل كل انسان عربى إلى فرد معزول ثقافيا ، وكل جماعة إلى أقلية ثقافية مستقلة ، وكل دولة إلى سلطة قائمة منعزلة عن جارتها ، وكل مجتمع إلى حرب أهلية 0 وهذة الحالة يمكن الوصول إليها من خلال تأكيد عولمة القيم ، وفسخ الشخصية القومية العربية ، وتغير ملامح المنطقة العربية ، وإهدار تاريخ الامة العربية والثقافة القومية )0 ولعل مشروعات تغيير خريطة الشرق الاوسط الكبير ومعالمها التى تتحدث عنها القيادات الامريكية وقيادات الاتحاد الاوروبى هى من المخاطر التى تريد أن تفرضها تلك القيادات ، سواء بمختلف مصادر القوة والضغط أو بدعاوى حق يراد به باطل ، كنشر الديمقراطية والالتزام بحقوق الانسان والتنوع الثقافى 0 **** والان نحن فى عصر جديد مهما تعلق بعضنا بأذيال الماضى ، واداروا عقولهم نحوه ومهما تمرسوا خلف قوانينه ومقولاته ، واحتموا بحكمه وأمثاله ، وتمسكوا بتقاليده ، فحسبنا من الماضى اسمه 0واليوم نعيش فى عصر هو عصر العولمة وما بعد الحداثة ، وعصر المعرفة واللايقين ، عصر العلم والنسبوية ، عصر الترابط الكونى وصدام الحضارات ، عصر الاعتراف بالاخر وإذابة هويته ، عصر التحرر والهيمنة 0000إنه عصر المتناقضات 000 وفى هذا الزمن العربى الردىء –بكل ما تحمله كلمة الرداءة من معنى --- يناقش الكتاب فى فصلة الرابع قضية العمل التربوى العربى المشترك الذى انهار مع تراجع المد القومى ، وبروز دور الدولة القطرية ، فى ظل حالة غريبة من التفكك والتشرزم ، وفقدان الثقة فى النفس وفى الاخرين 0 وفى ذات السياق يحاول الكتاب فى الفصل الخامس تكوين صورة لما يمكن أن يصير إليه نسق القيم فى نظم التعليم العربية ، فى إطار محاولات التسوية السلمية غير العادلة ، وإعادة رسم خريطة المنطقة ، والتحول من "حالة " القومية العربية إلى النظام الشرق أوسطى تحت الهيمنة الامريكية والادارة الاسرائيلية 0 وما يهمنا هنا أن السلام والتسامح وحسن الجوار يجرى إدخالها بالمفهوم " العالمى " فى مناهج التعليم العربية ، وتلعب المنظمات الدولية والمنظمات الحكومية ، وغير الحكومية الاوروبية والامريكية ، دورا كبيرا فى هذا الصددوذلك لسببين هما :-- 1- أن هاتين المنظمتين تلعبان دورا كبيرا فى مجالات التربية والتعليم على مستوى العالم كجزء من برنامجها الاساسى وان اغلب الدول العربية مرتبطة بمشروعات متعددة مع هاتين المنظمتين 02— أن الكثير من المسئولين فى الدول العربية يقبلون ، أو لا يعترضون على المفاهيم التى تقدمها منظمتا اليونيسيف واليونسكو باعتبارها مفاهيم عالمية محايدة ، وبالتالى لاخطر منها على الثقافة القومية ، لانها فى جوهرها أنماط توفر الحد الادنى الضرورى من التعليم للغالبية المهمشة من فقراء العالم الثالث 0 ****** ويمكن رصد جهود منظمة اليونسيف فى سبيل استدماج القيم العلمية فى مناهج التعليم وترسيخ الافكار الداعية إلى النظام الاقليمى الجديد فى اتجاهين هما :-- الاول :يتمثل فى جهودها لوضع برنامج للشرق الاوسط فى مجال التربية الشمولية 0 الثانى :يتمثل فى برنامج للتنمية التربوية لدول حوض البحر المتوسط 0 ** وفى هذا الاطار شكلت اليونسيف فى فبراير 1994م مجموعة عمل حول التعليم من أجل التنمية فى حوض البحر المتوسط ، حيث إنها تعتبر هذه المنطقة هى مسرح للتوتر المتزايد والصراعات بمختلف أشكالها 0وقد حددت مجموعة حوض البحر المتوسط مجال عملها فى المواجهه الثقافية بين حضارات حوض البحر المتوسط وشعوبه ومجتمعاته ، وترى المجموعة ان الجهود المبذولة لتحسين البيئة الطبيعية للاطفال لن تؤتى ثمارها ما لم يكن هناك التزام عام بين دول المنطقة لتشجيع الحوار وتبادل المعلومات 0وقد صدر عن هذه المجموعة إعلان رسمى هو "إعلان سورنتو " الذى نص على ان الوضع الحالى فى منطقة حوض البحر المتوسط يسبب قلقا عميقا حول إمكانية أن تعيش شعوب المنطقة فى سلام ووفاق ، ومن ثم فان الحاجة ماسة لتنسيق الجهود لارساء الاسس التى يقوم عليها مستقبل أفضل 0 ومما تقدم يشير إلى أن اليونسكو قد عملت فى برنامجها ليسير فى الاتجاه الداعى الى " عولمة القيم " وهذا يؤكد ان هناك اتجاها داخل الامم المتحدة ومنظماتها لدعم النظام العالمى الجديد ثقافيا 0 تلك كانت شواهد الحاضر وتحدياته التى تتجلى فى جهود التسوية يصحبها تقسيم للمنطقة بات امرا واقعيا بعد قمـــــة عمان 1995م 0 يصاحب كل ذلك على الصعيد التربوى جهود للمنظمات الدولية فى سبيل عولمة القيم وفرض قيـــــم "عالمية "تيسر وتسوغ إذابة الكيان العربى والثقافة القومية العربية فى النظام العالمى الجديد وما يتبعه من نظـــــــم إقليمية فرعية ، ويحدث ذلك كله فى ظل غياب الدور الفاعل للعمل العربى المشترك فى مجال بناء نسق للقيم التربوية العربية ، والحفاظ عليه ، وتطويره ، ليكون سياجا ودرعا للثقافة العربية والذاتية القومية فى ظل النظام العالـــــــمى الجديد0 مع تحيات أخيكم / محمد قبيــــــــــــــــــــــــــــــصى برنامج تأهيل القيادات | |
|